بقلم الكاتب اليمني /فتحي الذاري
❗خاص❗
❗️sadawilaya❗
في عالم تتقاطع فيه المسارات السياسية بالعسكرية، يأتي اسم السيد حسن نصر الله ليحتل مكانة مرموقة كأحد أبرز القادة الذين ساهموا في تشكيل مشهد المقاومة في المنطقة. منذ انخراطه في العمل السياسي والتنظيمي في حركة أمل في مرحلة مبكرة من حياته، أظهر السيد نصر الله قدرات قيادية فريدة ورؤية استراتيجية واضحة أدت به إلى ترك بصمة جلية على مجرى التاريخ الحديث للبنان وفلسطين وتبدأ قصة السيد حسن نصر الله من بلدة البازورية، حيث كانت الخطوات الأولى في مسيرته السياسية علامات تبشر بميلاد قائد سيغير معالم النضال والمقاومةرغم حداثة سنه، تولى مسؤولية تنظيمية في حركة أمل مما يؤكد عشق الشباب للحرية والإرادة القوية لمواجهة الاحتلال ومع استئنافه دراسته في العراق تكللت هذه التجربة بالعودة إلى الساحة السياسية في لبنان حيث أصبح نائبًا للمسؤولين في البقاع مما مَهَّد الطريق نحو انخراطه الصلب في مواجهة التحدياتبعد انسحابه من حركة أمل في عام 1982 اعتراضًا على سياستها تجاه الاجتياح الإسرائيلي انتقل نصر الله إلى حزب الله الذي كان قد تأسس حديثًاهنا بدأت رحلة التألق القتالي حيث عمل على تنظيم صفوف المقاومين وتأسيس الخلايا العسكرية موجهًا جهود الحزب نحو مواجهة المحتل الإسرائيلي بفاعلية ونجاح وتولّي السيد حسن نصر الله منصب الأمانة العامة في عام 1992 بعد اغتيال عباس الموسوي كان نقطة تحول في تاريخ الحزب ودوره في الصراع مع إسرائيل تحت قيادته حقق حزب الله انتصارات عسكرية بارزة أبرزها انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني بعد 22 عامًا من الاحتلال وقد شهدت تلك الفترة تصاعدًا كبيرًا في شعبية نصر الله خاصةً بعد انتصار عام 2006 الذي كان بمثابة رسالة قوية للعالم أجمع عن قوة وإرادة المقاومةومن خلال سياق تجربته السياسية والتنظيمية يتجلى حسن نصر الله كرمز للمقاومة الكفاح حيث يمتزج فيه الفكر الاستراتيجي بالإرادة الحديديةليؤكد اهتمامه الدائم بقضايا الأمةخصوصًا القضية الفلسطينية. لقد أصبح نصر الله ليس فقط قائدًا عسكريًا بل رمزًا للأمل والمقاومة في وجه التحديات.
تعتبر الخطوة الأولى لفلسطين رموزًا لكل ما هو عزيز في الذاكرة العربية والإسلامية. وعند الحديث عن الشهيد سيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، نجد أنه قد أشار في العديد من خطبه إلى أهمية فلسطين في النضال العربي، مؤكدًا على دورها المركزي في الهوية القومية وأهمية المقاومةوقد يتحدث نصر الله عن فلسطين كبذور تنبت من تربة تاريخية ثرية، تحمل في طياتها قصص الأجداد وتضحياتهم. فلسطين بالنسبة له تمثل أولى محطات الكرامة، حيث ارتبط اسمها بحلم العودة وبالسعي نحو تحرير الأرض من الاحتلال وكذلك عبر الكلمات والمؤتمرات أعاد نصر الله إحياء الوعي بالقضية الفلسطينيةمشددًا على الحق المشروع للشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال واستعادة أرضه لقد اعتبر أن فلسطين ليست مجرد قضية سياسية بل هي رمز للنضال والمقاومةوذُكر دائمًا بصورة الشهداء كالأبطال الذين بذلوا أرواحهم في سبيل التحريروتتجلى رؤية نصر الله لفلسطين كما البذور التي ستنمو لتصبح شجرة مقاومة تحمل كل معاني العزة والكرامة. لذا، تظل فلسطين في قلب المقاومة وصوت الأحرار حاملةً رسالة الأمل في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمةوفلسطين تحتل مكانة خاصة ومميزة في قلب وعقل السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله. تعتبر القضية الفلسطينية محورًا أساسيًا في الفكر الإستراتيجي والسياسي له إذ يتمسك بفكرة أن تحرير فلسطين هو جزء لا يتجزأ من مشروع المقاومة والتحرر من الاحتلال في قلب نصر الله تحظى فلسطين بمشاعر عميقةحيث يرى أنها رمز للأمل والكرامة، وتعبر عن تاريخ طويل من النضال والصمود يعبر في خطبه عن مشاعر التضامن مع الشعب الفلسطيني مشددًا على أن معركة فلسطين هي معركة الأمة بأسرها وأن أي انتصار لفلسطين هو انتصار لكل الأحرارأما في عقله فإن نصر الله ينظر إلى فلسطين كحالة استراتيجية تتطلب الفهم الدقيق لوضعها الجغرافي والسياسي. يؤكد أهمية مقاومة الاحتلال الإسرائيلي كوسيلة لتحقيق العدالة واستعادة الحقوق ينظر إلى فلسطين أيضًا كمصدر إلهام للمقاومةويعتبر أن الرؤية الموحدة بين كافة الفصائل الفلسطينيةودعم الأمة العربية والإسلامية هما عنصران أساسيان لتحقيق الهدف المنشودوبالتأكيد تعتبر مسألة فلسطين جزءًا لا يتجزأ من خطاب حسن نصر الله، حيث يسعى دائمًا لتعزيز الوعي بقضيتها وتعزيز الدعم العربي والفلسطيني، ومواصلة النضال حتى تحقيق التحرير الكامل
موقف سماحة السيد حسن نصر الله من القضايا العربيةصوت الحق في زمن الضياع في خضم الأزمات العربية المتعددةيبرز سماحة السيد حسن نصر الله كقائد حكيم وصوت شجاع مدافع عن قضايا الحق والعدالةإن مواقفه الثابتة تجاه القضايا العربيةوبالأخص العدوان على اليمن، تؤكد رؤيته الثاقبة وإيمانه العميق بمبادئ المقاومة والمساندةلا يمكن فهم هذا الموقف إلا من خلال إلقاء الضوء على التصريحات القوية التي أطلقها والتي كانت بمثابة صرخة في وجه الظلموتتضح قوة مواقف السيد نصر الله من خلال تأكيده الدائم أنه لا يمكن السكوت عن العدوان على الشعب اليمني فبدءاً من بداية العدوان عام 2015 وصفه بأنه عدوان ظالم وغير مبرر، مؤكدًا أن ما يحدث في اليمن هو جريمة بحق الإنسانية وقد استطاع تسليط الضوء على الأبعاد الإنسانية والحقوقية لهذه القضية، حيث شبه متطلبات الشعب اليمني في نضاله من أجل الاستقلال والكرامة بسعي جميع الشعوب التي عانت من الظلم وأطلق السيد نصر الله دعوة صادقة لوحدة الصف العربي في مواجهة التحديات وشدد على ضرورة تكاتف الجهود لدعم الشعب اليمني فعبر كلماته المفعمة بالحماس والشغف أظهر أنه رغم التحديات الجسيمة فإن الشعوب تستطيع تحقيق الإنجازات حين تتوحد هذا النداء لم يكن مجرد كلمات بل كان تعبيرًا عن الإيمان الثابت بقوة المقاومة وحق الشعوب في الدفاع عن نفسهاولا يمكن تجاهل العلاقة الوطيدة التي تربط حزب الله بالشعب اليمني ففي كل مناسبة أكد السيد نصر الله على أن المقاومة اليمنية تمثل نموذجًا يُحتذى به فقد أظهر اليمنيون صمودًا مذهلاً أمام آلة الحرب مؤكدًا على أنهم ليسوا وحدهم في معاناتهم. هكذا، تشكلت علاقة طبيعية مبنية على الفهم العميق لقضايا النضال حيث يتقاسم الشعبان الألم والأمل.
وفي زمن الضياع والخيبة يبقى السيد حسن نصر الله رمزًا للحق والعزيمة إذ أنه يدعو الأمة العربية إلى احترام قضاياها العادلة والدفاع عن حقوق الشعوب المحتلةإن تأكيده على دعم اليمن هو تأكيد على مبدأ راسخ لا مكان للظلم في عالم يسعى للعدالة من خلال صوته القوي، يُعيد الأمل للقلوب ويشعل شعلة المقاومة في نفوس الأحرار، مؤكدًا أن النصر حتمي في النهاية للدفاع عن الحق، لأن الشعوب التي تصمد لن تُهزم أبدًا
"" طوفان الأقصى ودور سماحته الشهيد حسن نصر الله
تأتي عملية طوفان الأقصى ليجسد الواقع الأليم والصراع المستمر حول المقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى المبارك في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات تبرز شخصية سماحة السيد حسن نصر الله كرمز للمقاومة والتضحية كان له دور محوري في تعزيز المقاومة ورفع مستوى الوعي تجاه الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى ومدينة القدس من خلال خطابه السياسي الذي يتسم بالشجاعة الجرأة عمل السيد نصر الله على توجيه الأنظار إلى أهمية قضية الأقصى مشددًا على أنها ليست مجرد قضية فلسطينية بل هي مسألة تتعلق بالعالم الإسلامي كله استندت استراتيجيته إلى عدة محاور رئيسية
دعى نصر الله الشعوب العربية والإسلامية إلى النهوض لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا على ضرورة الوحدة وتعزيز الجهود المشتركة لمساندة الشعب الفلسطيني في دفاعه عن مقدساته لم تتوقف جهود نصر الله عند الجانب السياسي بل سعى لدعم المقاومة الفلسطينية بالأسلحة والتدريب لتعزيز قدراتها في مواجهة جيش الاحتلال تحشيد الدعم الشعبي من خلال الخطب الجماهيرية والفعاليات كان نصر الله يشجع على تعزيز الثقافة الوطنية والإسلامية مما أدى إلى منح القوة للدفاع عن القدس الأقصى لا يمكن الحديث عن طوفان الأقصى دون الإشارة إلى التضحيات الكبيرة التي قدمها حزب الله تحت قيادة السيد نصر الله إذ كانت هناك محطات هامة أظهر فيها السيد نصر الله مواقف شجاعة تدل على التزامه العميق بالقضية الفلسطينيةفي مواجهة العدوان على غزةكان نصر الله دائمًا في طليعة الداعين إلى دعم فلسطين حيث قدم الحزب الدعم المادي والمعنوي للمقاومة الفلسطينية عبر مؤتمرات وندوات عمل على تعزيز الوعي العالمي بقضية الأقصى مشددًا على أهمية التحرر من الاحتلال والقدرة على مواجهة التحديات موقفه الثابت في ملاحقة الاعتداءات الإسرائيلية واستعداده للرد على أي تهديدات تتعلق بالأقصى أظهر عزيمته وتعهداته أمام الأمة تجسد تجربة سماحة السيد حسن نصر الله في سياق طوفان الأقصى نموذجا للأخلاقية الوطنية والتضحية من أجل الوطن والمقدسات لقد أصبح رمزًا للمقاومة في وجه الاحتلال، وبتبني استراتيجيات واضحة ودعمه المستمر للمقدسيين، أسهم في إشعال جذوة الأمل في نفوس الملايين يُعتبر سماحة السيد حسن نصر الله رمزًا للتحدي والإصرار في وجه الظلم حيث وقف دائمًا في صف قضايا الحق والعدالةإن كلماته وأفعاله تؤكد التزاما عميقا بالقضايا العربية والإسلاميةويؤكد ذلك في مسيرته النضالية وتعاطيه مع التحديات التي تواجه الأمةإن استشهاد سماحته كان بمثابة دافع لمواصلة النضال من أجل حق الشعوب في الحرية والكرامة لإسماع الصوت المظلوم وتعزيز الوحدة بين مختلف الفئات إن الإرث الذي تركه وراءه سيكون تلخيصًا لعقيدة الدفاع عن الأرض والعرض ودعوة مستمرة للتمسك بالمبادئ والقيم الإنسانية النبيلة